ملفات " جمعــه الشــوان " التى لا يعرفها أحد
كان الشوان قد استطاع خداع المخابرات الاسرائيلية "الموساد" لمدة 11 عاما ذهب خلالها إلى اسرائيل
مرات عديدة حيث تعامل مباشرة مع كبار المسئولين في الموساد في ذلك الوقت وفي مقدمتهم شيمون بيريز
الذي أصبح رئيسا الحكومة فيما بعد، وتسلم منه جهاز ارسال نادر، سلمه بدوره للمخابرات المصرية
وقدم معلومات خطيرة من قلب الموساد في اسرائيل، كان لها دور كبيرا في الانتصارات
التي حققتها القوات المصرية في حرب اكتوبر 1973.
وبالاضافة إلى بيريز، كون الشوان علاقات صداقة مع كبار رجال اسرائيل مثل عيزرا وايزمان وديفيد اليعازر
كما كان يتعامل مباشرة في مصر مع كبار المسؤولين عن مخابراتها في ذلك الوقت مثل المشير أحمد اسماعيل
والمشير كمال حسن علي، والتقى بكل من الرئيس جمال عبدالناصر والرئيس أنور السادات.
.................................................
جمعة الشوان واسمه الحقيقي " أحمد الهوان " حصل على مئات الآلاف من الدولارات من الموساد الاسرائيلي
نظير خدماته التي كان يقوم بها تحت اشراف المخابرات المصرية وعلمها، وافتتاحه قبل حرب اكتوبر
سلسلة محلات للمواد الغذائية بتمويل من الموساد أيضا.
.................................................
اشترى شقة بجزء من أول دفعة مالية يحصل عليها من الموساد، وكانت 180 ألف دولار
مع سيارة مستعملة حسب تعليماتهم، باعها فيما بعد عقب اعتزاله الجاسوسية ليتعيش من ثمنها القليل.
فسيرته الذاتية على حد قوله كانت أول عمل درامي من سجلات المخابرات المصرية
وذلك من خلال مسلسل "دموع في عيون وقحة" حيث جسد دوره الفنان المصري الأول عادل إمام
وكان سببا في شهرة طاغية له.
.................................................
تقابل الشوان بعادل إمام كثيرا خلال 6 شهور عام 1978 ليلقنه أسرار الجاسوسية وأساليب الموساد
وقبلها جلس معه أكثر من ثلاثين مرة ليقنعنه بأن يوافق على أن يقوم هو بالدور
ومع هذا تجاهلنه عندما تقابلا بعد ذلك بسنوات.
.................................................
ويرى الشوان أن " عادل إمام " كان مبهرا في المسلسل، لكن هناك عوامل كثيرة جعلت مسلسل "رأفت الهجان"
الجاسوس المصري الآخر في اسرائيل، والذي عرض بعد ذلك، يتفوق على "دموع في عيون وقحة" أولها أن الأخير
لم ينفق عليه جيدا، وتم تصوير جميع مشاهده في الاستديوهات، و لم يكن مسموحا ان يتضمن كل التفاصيل الحقيقية
وكل ما قدمه 7% فقط، لأن الوقت من اعتزاله الجاسوسية وبدء تصوير المسلسل لم يكن يزيد عن العامين
بينما تنص القوانين على ضرورة مرور 25 عاما للافراج عن كافة الأسرار المتعلقة بالموضوع.
و ظروف تصوير مسلسل رأفت الهجان كانت أفضل، وعرضه التليفزيون على أجزاء مما أعطاه شعبية كبيرة واستمرارية
كما أن تقنية التصوير وامكانيات الدراما التليفزيونية كانت قد وصلت إلى ما هو أعلى بكثير مما كانت عليه الأحوال
أثناء تصوير "دموع في عيون وقحة".
.................................................
كيف جاء بجهازي ارسال نادرين في العالم كله للمخابرات المصرية، ثم تجنيده لضابطة الموساد "جوجو"
لتعمل لصالح المخابرات المصرية، وقد قدمت معلومات غاية في الدقة استفاد منها الجيش المصري في حرب اكتوبر.
.................................................
عندما قرر الاعتزال، دعاه الرئيس أنور السادات ليتناول العشاء برفقته وبرفقة المشير أحمد اسماعيل
وقال له "إذا طلبت منك مصر أن تضع رأسك تحت التورماي فافعل".. وهكذا قرر استمراره في العمل
وسفره الى اسرائيل مرة أخرى، لكن بعد كسر ساقه ومتاعب النظر قرر الاعتزال نهائيا عام 1978".
و قبل اعتزاله طلبت منه المخابرات المصرية احضار ضابطة الموساد جوجو إلى مصر حفاظا على حياتها
"نجحت في ذلك. ولا زالت تقيم هنا حتى الآن، وتقترب حاليا من الستين عاما، واعتنقت الاسلام وارتدت النقاب
وتزوجت مصريا، وأدت العمرة والحج مرتين، وانجبت ولدين وبنتا".
.................................................
فإن الشوان أحبها كثيرا عندما قابلها لأول مرة أثناء محاولات تجنيده لصالح الموساد، ثم اختفت إلى أن التقاها
في اسرائيل عندما ذهب إليها لأول مرة. "كانت جميلة وطيبة وفكر في الزواج منها، وحتى عندما جاء بها لمصر
كان لا يزال راغبا في ذلك، لكنه لم يفعل استجابة لتعليمات أمنية، حتى لا يتعرف عليها عملاء الموساد ويقومون باغتيالها.
.................................................
جوجو لا تخرج كثيرا، ولا يعرف أحد زوجها ولا اسمها الحقيقي أو مكان اقامتها. الذين يعرفون مكانها ثلاثة فقط..
الشوان والمخابرات المصرية وهي".
حتى أنه مستهدف من الموساد إلى آخر العمر، هم لا يريدون نسيان خداعه لهم، وقد انتحر الضباط الستة الذين كانوا
يشرفون عليه فور علمهم بحقيقته.
......................................
موضوع: جمعة الشوان 
